رجعت بي الذاكره الى هناك حيث بيت جدتي المتهالك والذي يسمع صرير بابه على مسافات بعيده
بيت من الطين كتب على حائطه ذكريات امي وهي تحاول ان تكتب اسمها وتاريخ زواجها المقرر من ابي
شباك مخلوع لم يتبقى الا القليل من خشبه القديم. ونخلة جدي الذي اسقاها سنين عمره وذروة شبابه
تلك النخله كان احدى اخوالي يتسلق ليقطف رطبها الجني الذي له مذاق رائع ولذيذ
كانت جدتي تقوم بغسله وتقديمه مع قهوة الصباح لجدي
كان لايحب ان يتذوق شي قبل ان يوزع على جيرانه من ثمر نخلته المباركه
عندما يؤذن لصلاة الظهر فان الكل يتواجد بالمسجد صغار وكبار
وعند الانتهاء من الصلاة يقوم المصلين بالسلام على بعضهم وتجاذب اطراف الحديث
والسؤال عن الاهل والاولاد
اعتاد اهل قريتي بعد صلاة العصر ان يتجمعو عند احدهم
ليتناولو القهوة والشاي ويتحدثو بماهو مفيد في مصلحة بلدتهم وماشيتهم
اما جدتي بما انها كانت اكبر النساء سنا
فان نساء البلده وبناتهن يتجمعن ببيتها بعد كل صلاة عصر
وعند اذان المغرب تتجه كل واحده الى بيتها لتجهز العشاء لزوجها واولادها
وبعد صلاة العشاء يتناولوا عشاءهم
ثم يخلد الكل للنوم
وهم مرتاحون==لاظالم ولامظلوم=
وعند اذان الفجر يستيقظ الكل للصلاة وهم مسرورون بيومهم الذي سيحمل معه لقاءهم باصحابهم
في تلك القريه 00القلوب متصافيه والارواح مؤتلفه والابتسامه لاتفارق شفاههم
الحب يسود بينهم والتعاون طريقهم الى قلوب بعض
الزوجه لاتخرج الا باذن زوجها والزوج يحترم زوجته ويغار عليها
والبنت لاتخرج الا مع والدتها والابن لايجلس الا مع والده في مجلس الرجال ليتعلم منهم معنى الرجوله والفروسيه والكرم والشهامه
االفتاة تتعلم من الصغر اصول الطبخ لتصبح ربة بيت ناجحه بالمستقبل
الكل يعيش حياته بقريته كما يجب ان تكون الحياة
ليتني عشت زمن جدي وجدتي
حتى يكون الحب على اصصوله لاخداع ولاخيانه ولامراوغه ولا اقنعه ولا مشاعر مقتبسه
ولاانتحال للاحاسيس
هذا ماجاد به قلمي هذا المساء
تحياتي